قصر شقوبية في اسبانيا
قصر شقوبية بالإسبانية "Alcázar de Segovia"، هو واحد من المباني الفريدة والمعالم المميزة التي تقع في منطقة قشتالة في إسبانيا والذي يعتبر أحد موقع التراث العالمي لليونيسكو، والتي تبعد حوالي 88 كيلو متر من الشمال إلى مدريد العاصمة. وهو من المعالم التاريخية الشامخة الشاهدة على الحضارة العظيمة التي أسسها العرب في إسبانيا في دولة الأندلس، حيث كان يستخدم لأغراض دفاعية فهو حصن شيده المرابطون حوالي عام 1122 م وهو جزء من المدينة القديمة لشقوبية. وعلى الرغم من أن شقوبية تم انشاؤه في البداية ليكون حصن، ولكنه تطور وتعدده أغراض استخدامه عبر الوقت فأصبح قصر، وسجن، وأكاديمية عسكرية، أما في الوقت الحالي فهو مكان جذ سياحي ومعالم أثري تاريخي مهم، لنقوم في السطور القادمة بالتعرف على هذا القصر.
تاريخ قصر شقوبية
هي حصن عربي تاريخي قديم، بني على أنقاض حصن روماني قديم لم يبقى منه الكثير ليحل محله، وتم إنشاء الحصن الإسلامي على الهيكل الروماني من قبل البربر المرابطين، ولكن لم يتم الإشارة لهذا الحصن تاريخيًا سوى عام 1120 عقب إسترداد المسيحيين لمدينة شقوبية و كان ذلك خلال فترة إستعادة الملك ألفونسو السادس الأراضي إلى الجنوب من نهر دويرو وصولاً إلى توليدو و ما بعدها، و في عهد الملك ألفونسو الثامن قام الملك و زوجته بإعلان القلعة مقر إقامتهم الأساسي و بالتالي بدأ العمل على الكثير من التحصينات لتكون مناسبة لإقامة الملك بها، و ظلت تلك القلعة مكان الإقامة المفضل لدى ملوك قشتالة.
في عام 1258 أعاد الملك ألفونسو العاشر بناء أجزاء كانت قد تهدمت من القلعة و بناء قاعة الملوك لإيواء البرلمان، ثم قام الملك جون الثاني ببناء برج يوحنا بولس الثاني كما هو معروف اليوم "البرج الجديد"، و في عام 1474 كان للقلعة دوراً هاماً ففي يوم 12 ديسمبر عند وصول نبأ وفاة الملك هنري الرابع في مدريد إلى الملكة إيزابيلا الأولى تحصنت الملكة بالقلعة و بتأييد من مجلس شقوبية تم تنصيبها كملكة قشتالة بالقلعة.
تطور قصر شقوبية
القصر هو عبارة عن مبنى فريد يقع في منطقة مرتفعة على رأس جرف صخري وكان يستخدم كحصن في بادىء الامر ولكن استعمل أيضا كقصر، واستعمل كسجن وأيضا استعمل كأكاديمية عسكرية.الأن بعتبر قصر تاريخي وبجواره قناة مياه شقوبية، وكاتدرائية شقوبية.
بدأ القصر كحصن روماني، تم تطور الهيكل الروماني إلى حصن إسلامي، شكل قصر شقوبية لم يكن معروفا حتى عهد الملك ألفونسو الثامن (1155-1214)، ولكن بعض الوثائق ذكرت أنه كان عبارة عن سياج مخزون خشبي. ويمكن الاستنتاج أنه قبل عهد ألفونسو الثامن، لم يكن هيكل العصر الإسلامي أكثر من مجرد حصن خشبي مبني على الأسس الرومانية القديمة.
في عام 1258، كان من المقرر أن يعيد الملك ألفونسو العاشر بناء أجزاء من قصر شقوبية، حيث بني بعد فترة وجيزة من بناء قاعة الملوك لإيواء البرلمان. ومع ذلك، فإن أكبر مساهم واحد في التطوير المستمر لقصر شقوبية هو الملك جون الثاني الذي بنى "برج جديد" (برج جون الثاني كما هو معروف اليوم).
أجرى الملك فيليب الثاني أعمال التجديد الرئيسية التالية في قصر شقوبية بعد زواجه من آنا من النمسا. وأضاف أبراج لائحة حادة لتعكس قلاع أوروبا الوسطى. في عام 1587، أكمل المهندس المعماري فرانسيسكو دي مورار الحديقة الرئيسية ومناطق مدرسة الشرف للقلعة.
انتقلت المحكمة الملكية في نهاية المطاف إلى مدريد، ثم كان قصر شقوبية سجن دولة منذ قرنين تقريبا قبل أن ينشئ الملك تشارلز الثالث مدرسة المدفعية الملكية في عام 1762. خدم هذه الوظيفة منذ ما يقرب من مائة سنة حتى 6 مارس 1862 حيث حريق تضررت بشدة وأسطح الخزانة، والاحتفاظ بها، وتخزينها، وأرباع النوم، والإطار.
في عام 1882 تم استعادة المبني ببطء إلى حالتها الأصلية. وفي عام 1896، أمر الملك ألفونسو الثالث عشر بتسليم قصر شقوبية إلى وزارة الحرب ككلية عسكرية.
معمار قلعة شقوبية
تعتبر قلعة شقوبية إحدى القلاع الأكثر تميزاً في إسبانيا نظراً لشكلها على قوس سفينة، ويشبهها البعض مع قصر ديزني لاند بسبب أبراجهما المرتفعة المتطابقة تقريبًا، و تعتبر القلعة من أجمل التحف المعمارية من الداخل و من الخارج، حيث يزينها من الداخل حلي و ديكورات تتشابه مع قصر الحمراء، و قصر المورق، والقصر شاهد على التاريخ والعمارة الإسلامة حيث يوجد بداخله كثير من تيجان ملوك قشتالة وتحيط بها شعارات لاتينية و مقتطفات من القرآن الكريم.