برج الذهب في إشبيلية، اسبانيا
يقع برج الذهب على نهر الوادي الكبير في أشبيلية باسبانيا وهو برج مراقبه عسكري وتم بنائه في الثلث الأول من القرن ال13 على يد الموحدين ليكون للمراقبة العسكرية، وتم استخدامه كسجن في العصور الوسطى، وسياجاً آمنياً لحماية المعادن الثمينة قبل أن يصبح متحفاً للفن المعماري الإسلامي.
تاريخ برج الذهب
كان برج الذهب جزءا من أسوار المدينة التي بناها الموحدون وكان حائط صد وحصن دفاعي أول لحماية اشبيلية من أعدائها وقد بناه آخر أمراء الموحدين بالأندلس، وهو "أبو العلاء إدريس الكبير"، سنة 617هـ / 1221م؛ ليكون نقطة دفاع تضاف إلى سورين متتاليين، بينهما مجرى مائي، وقد كان البرج ملحقاً بالسور الخارجي.
سبب تسميته ببرج الذهب
اختلفت الأراء حول سبب التسمية فمن الناس من يرى أنه كان يخزن به الذهب، ومنهم من قال إن أحد الملوك الإسبان أودع فيه كنوزه، ومنهم من يقول لأن لون حجره يميل إلى الاصفرار المذهب.
وصف برج الذهب
هذا البرج يتكون من جزئين الجزء العلوي وهو مبني من الحجارة، ويبلغ ارتفاعه نحو 37 متراً، والجزء السفلي وهو متعدد الأضلاع، التي تصل إلى 12 ضلعاً، تتراوح أطوالها بين 4.10 و4.20 متر، وقطره نحو 15 متراً، بينما يصل ارتفاع هذا البدن السفلي إلى 23.10 متروتم تششيد قاعدة البرج وزواياه بالحجر، في حين تم تشييد جدرانه بين الزوايا بالطوب الأحمر.
ويتواجد في البرج فتحات للتهوية والإضاءة، وأيضاً فتحات لرمي السهام. ويتألف البدن الأسفل من ثلاثة طوابق، تربط بينها درجات سلم حجري ويتزين أعلى جسم البرج بزخارف من الخزف الأندلسي، وهي على شكل معينات بالألوان الخضراء والبيضاء المحصورة داخل أشرطة من الخزف الأزرق، تحيط بدخلات تحتوي على هذه الزخارف.
ويضم البرج من الداخل متحفاً بحرياً، ويتألف من ثلاثة طوابق، وبه نماذج من وسائل الدفاعات البحرية، ونماذج مصغرة لبعض السفن.
برج الذهب معلم سياحي من التراث الإسلامي
أصبح البرج حاليا معلماً سياحياً من معالم التراث العمراني الإسلامي، وتحول منذ عام 1994 إلى متحف للمعدات البحرية الأثرية الإسبانية من العصور الوسطى، خاصة تلك التي استخدمت في اكتشاف الأمريكتين، مثل نماذج لسفن المستكشفين في القرن الخامس عشر، كما يعرض متحف البرج العديد من الأعمال التي تشرح قيمة وتاريخ الوادي الكبير والمرافق البحرية الاستراتيجية لأرض الأندلس.