جسر ماجديبورغ المائي في ألمانيا
الحاجة أم الاختراع، هو مثل شهير تتضح معالمه جليًا في أحد أشهر الابداعات الهندسية على مر التاريخ وهو جسر ماجديبورغ، حيث مازالت البشرية قادرة على إبهارنا من خلال اختراعات عظيمة لحل المشكلات التي تواجهها، كثير من هذ الاختراعات كان يفوق قدرة العقل البشري على التخيل، ولكنها أصبحت واقع.
قناة ماجديبورغ الملاحية أو جسر ماجديبورغ المائي هي أحد معالم الحضارة والازدهار والتطور البشري في مجالات الهندسة المعمارية الإبداعية حيث يؤدي الجسر وظيفة هامة للغاية من خلال الربط بين تابعتين لنهر الألب في ألمانيا فتعبر من خلاله السفن الملاحية الكبيرة، في هذا التقرير نقدم الكثير من المعلومات عن هذا الجسر الذي يمثل عبقرية هندسية معمارية.
تاريخ جسر ماجديبورغ
جسر ماجديبورغ الذي يقع فوق نهر الألب الألماني بالقرب من العاصمة الألمانية برلين، وتحديداً إلى الجهة الجنوبيّة الغربيّة منها. ويقع الجسر أيضاً بالقرب من مدينة ماجديبورغ الألمانيّة يقوم الجسر بالربط بين قناتي ميتلاند، وهافل التابعتين لنهر الألب. وبذلك فهو يُعتبر قناة ملاحيّة هامة.
كانت قناتا الألب ميتلاند، وهافل متصلتين من خلال ممر مائي طوله 12 كيلو متر، ولكن كان يعاني هذا الممرمن مشكلة انخفاض منسوب المياه ما كان يتطلب حوضاً لرفع وخفض السفن عند انتقالها من وإلى نهر ألب، وكانت هذه العملية تطلب وقت وجهد كبير، فكانت فكرة إنشاء قناة تمر فوق النهر.
يعود تاريخ هذا الجسر إلى أكثر من قرن مضى حيث تم الشروع في بناؤه عام 1905، حيث بدأ العمل على قناة ميتلاند وقد استمر العمل حتى عام 1942 حيث توقف العمل في المشروع بسبب الحرب العالمية الثانية، وبعد أن قسمت ألمانيا لم يعد مهما وجود مثل هذا الجسر المائي حيث انقطعت سبل التواصل أثناء الحرب الباردة.
بعد توحيد ألمانيا من جديد في عام 1997 تم استئناف العمل بالمشروع، وقد انتهى هذا المشروع العملاق في عام 2003 وافتتح رسميا لمرور السفن.
أعجوبة جسر ماجديبورغ
يعتبر هذا الجسر أعجوبة حقيقية في عالم الهندسة حيث يصل طوله إلى حوالي 918 متر تقريبًا، يوجد منهم حوالي 228 مترًا فوق الماء. واحتاج حوض القناة لـ 24,000 طن من الفولاذ و68,000 متر مكعب من الأسمنت. ويحمل 134 ألف طن من الماء ويصل عمقها إلى حوالي 4.15 مترًا. بلغت التكلفة الإجماليّة لإنشاء الجسر مايقارب مبلغ 130 مليون يورو.