قصر موسى في لبنان
قصر موسى في لبنان لا يمت إلى النبي موسى عليه السلام بصلة، بل هو متحف أخذ اسمه من اسم بانيه " موسى المعماري" ، وهو متحف متميز في مضمونه وقصة بنائه، يقع في مدينة بيت الدين في قضاء الشوف ، بناه موسى المعماري بيديه فأصبح من أهم معالم لبنان السياحية.
موسى المعماري بدأ العمل في المتحف عام 1945م وانتهى من بنائه عام 1997، كتحقيق لحلم حطمه معلمه في الصغر، وبناه بدون أي مساعدة، وعند انتهائه، ضم في غرفه تراث و تاريخ لبنان عن طريق مجسمات تمثل حياة اللبنانيين، بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة القديمة من العصر العثماني حتى الانتداب الفرنسي، وهي من أكبر المجموعات بالشرق الأوسط وتبلغ 16 ألف قطعة سلاح.
قصة بناء قصر موسى
قصة جميلة عن الإرادة والعزم ظلت ترافق طفلاً صغيراً اسمه موسى المعماري منذ الطفولة حتى تحقّق حلمه، تتحدث القصة عن موسى الذي لم يستطع رسم محبوبته الصغيرة، ويتمنّى لو يلعب معها، وظل يرسم قصراً لكل حجر منه لون معين، حيث كان يريد الهرب من غرفتهم الطينية إلى قصره الجميل، ورأى المعلم تلميذه الصغير والذي كان يقضي وقته يرسم على الورق بدل أن يتعلم، فلفت انتباه المعلّم ووقف إلى جانب تلميذه يراقبه لفترة طويلة، وموسى لم يشعر بوجوده بسبب انهماكه بالرسم، وكان المعلم يضربه بين الحين والآخر على ركبته لينتبه إليه، لكن موسى بقي يرسم قصره، وعندما ضاق المعلم ذرعاً انتزع الورقة من موسى ونظر إليها فقام بتمزيقها ورماها أرضاً وداس عليها، ثم أمره بالوقوف وضربه ضربة قوية على رأسه وقال له المعلم: "أنت مطرود من المدرسة عد إلى والدك وابن له قصرًا مثل هذا القصر الذي ترسمه ".
تأثر موسى كثيراً ممّا فعله المعلم فالتقط الورقة الممزقة وهو يبكي فأخذ الورقة ووضعها في جيبه وغادر المدرسة ولم يرجع إلا عندما بنى القصر الذي يحلم به، وعندما عاد موسى إلى منزله وهو يبكي، فقام بتجميع قطع الورقة ثم وضعها في علبة ظلت ترافقه حوالي ربع قرن حتى تحقق حلمه وبنى قصره المنشود.