جزيرة الأرانب أو جزيرة النخل على ساحل لبنان
تقع جزيرة الأرانب أوكما تعرف حاليا بجزيرة النخل على ساحل لبنان في البحر الأبيض المتوسط ،وهي جزيرة كبيرة ومسطحة وخالية من التضاريس البارزة، وتبلغ مساحتها 18.8 كيلومتر مربع، ويبلغ ارتفاع أعلى نقطة فيها ستة أمتار ما يعادل عشرين قدماً، وتحيط بالجزيرة شواطئ صخرية تمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب منها، وتمتد الشواطئ الرملية فيها من الجهة الشمالية والشرقية فيها،وتم إعلان جزيرة الأرانب محمية طبيعية خاصة في مياه البحر الأبيض المتوسط بموجب اتفاقية برشلونة ومنظمة اليونسكو عام 1992م، حيث يُحظر فيها التخييم أو إشعال النار، كما تمّ إعلانها منطقة هامّة للطيور حسب اتفاقية حماية حياة الطيور، ومنطقة أراضٍ رطبة ذات أهميّة دوليّة خاصّة لوجود الينابيع العذبة والمستنقعات فيها.
تسمية جزيرة الأرانب
ترجع تسمية هذه الجزيرة باسم الأرانب نتيجةَ الأعداد الكبيرة للأرانب الموجودةِ فيها، فالأرانب لم توجد صدفة في الجزيرة ،بل أحضرها القنصل الفرنسي للجزيرة في مطلع القرن العشرين بسبب حبه الشديد لصيد الأرانب ،واستمرت الأرانب في التكاثر في الجزيرة ، وعلى الرّغم من خروج الفرنسيين من الجزيرة ومن لبنان بقيت الأرانب في الجزيرة وتناسلتْ.
تاريخ جزيرة الأرانب
تدل الآثار الموجودة في هذه الجزيرة ،بأنها معروفةمنذ القدم؛ وقد ذكر العالم الجغرافي الإدريسي في كتابه بأنّه تمّ بناءُ كنيسةٍ على جزيرة النخل عندما قرّر ملك أنطاكية بوهيمند تزويج ابنه من أرملةِ أمير قبرص هيوغ الزول، وجاء بناءُ الكنسية بأمرٍ من الملك كمعبدٍ للقادمين إليها، وما زالت آثار دير الرهبان باقيةً إلى الآن، والجميل في هذه الجزيرة وجودُ بئرِ ماءٍ عذبٍ شَجعَ هؤلاء الرّهبان على القدوم للكنيسة.
جزيرة الأرانب محمية طبيعية
تعتبر الجزيرة محطة طبيعية للطيور المهاجرة القادمة من أوروبا خلال فصل الشتاء،وفي فصل الصيف تأتي إليها السلاحف البحرية لتضع بيوضها بين الصخور، وأيضاً تنفرد الجزيرة بالنّباتات الطّبيعية النّادرة ومن هذه النّباتات، حشيشة البحر، وأم الحلوب، وعصا الرّاهب، ولهذه النباتات فوائد طبية مختلفة تمّ ذكرها في الطّب الشّعبي،و نتيجةَ أراضيها الرملية المغمورة بالمياه أصبحتْ مكاناً فريداً لتفريخِ الأسماك وتكاثر الإسفنج، وتمّت حمايتها للحفاظ عليها من التعدي على هذه الثروة الطبيعية للمحمية.