الحياة البرية في محمية سيرنجتي بارك في تنزانيا
يأتي اسم سرنجتي من اللغة الأفريقية ومعناه السهول التي لا نهاية لها وهي بالفعل كذلك، ونتحدث في هذا عن سيرنجتي بارك، ذلك المكان الخلاب في أفريقيا، وبمجرد وصولك تشعر بانك دخلت بلداً كلها أعشاب وأشجار وحيوانات لا تنتهي.
معلومات حول سيرنجتي
سيرنجتي بارك “Serengeti National Park” هي حديقة مفتوحة تقع شمال تنزانيا على حدودها مع كينيا، وهي واحدة من أشهر وأكبر المحميات الطبيعية في العالم، وتتميز بعدد هائل من الحيوانات البرية والطيور المختلفة، وتعتبر سيرنجتي من الأماكن التي لا مثيل لها في الجمال ؛ فيها تلتقي كثيرا من هجرات الحيوانات السنوية ، وبها قائمة تسمى الـ 5 حيوانات، وهي تشمل أكثر 5 حيوانات موجودة بها من ناحية العدد، وهي على الترتيب: الأسد – النمر الأفريقي – الفيل الأفريقي – وحيد القرن الأسود – الجاموس الأفريقي.
هذا بالإضافة إلى الفهد والغزال والضبع والبابون والظبي والكلب الأفريقي والزرافة، وتضم الحديقة أيضاً 500 نوع من الطيور، وعند زيارتك لها ستلحظ الحيوانات المختلفة وهي تمشي في مجموعات كبيرة في كل مكان، حتى يخيل لك بأنها تتنافس فيما بينها للوصول لهذه القطعة من الأرض.
تغطي البارك مساحة 15 ألف كيلو متراً مربعاً، وتتنوع بين السهول والغابات الإستوائية والأنهار، وتشكلت أرضها نتيجة عوامل طبيعية بدون تدخل من البشر؛ فجبالها تكونت نتيجة النشاط البركاني منذ مئات السنين، ثم نُحتت بفعل الرياح والأمطار. أما أرضها فهي أرض منبسطة يغطيها العشب في الجنوب، وغابات ذات أشجار عالية وكثيفة في الوسط، وأراضي طينية في الغرب والشرق تتخللها بحيرات وأنهار.
تاريخ سيرنجتي بارك
أول أوروبي وضع قدميه في هذا المكان كان العالم الألماني (أوسكار باومان) ثم توالت البعثات من ألمانيا حتى عام 1917، وكانت ملاحظة أوسكار الوحيدة أن هذا المكان المجهول وقتها مليء بالحيوانات البرية وبالذات الأسود، ولكنها تفتقر للفيلة بسبب هجوم الأسود عليها، أعقبها بعد 7 سنوات زيارة من عالم أمريكي، ومن وقتها بدأت أخبار الحديقة تظهر للعالم وتأخذ شهرة واسعة إلى أن أصبحت بهذا الإسم “سيرنجتي بارك” سنة 1951، ثم توالت زيارات العلماء لدراسة سلوك الحيوانات وبزغ نجم البارك وجاء المخرجون وصوروا أكثر من فيلم هناك في أوائل الستينات.
فرضت سيرنجتي نفسها كاسم كبير وسط كل الحدائق الشبيهه لها في العالم، ليس فقط كمكان تجمع الحيوانات المختلفة، وإنما كوجهة سياحية رئيسية للسياح يأتون إلى تنزانيا خصيصاً لرؤيتها والتجول بها، حتى بلغ عدد زائريها سنوياً 90 ألف سائح، والبارك ليس مكاناً مفضلاً للسائحين فقط، وإنما يقصده الباحثون والعلماء لعمل أبحاثهم ودراساتهم في هذا المكان الثري.
معلومات مهمة عند زيارة سرنجتي بارك
افضل الأوقات لزيارة متنزه سيرنجتي هي الساعات الأولى والأخيرة من النهار؛ حيث ستتمكن من رؤية أكثر من 518 نوعاً مختلفاً من الطيور والحيوانات.
- الجو بشكل عام غالباً ممطر ودافيء؛ حيث تقع البارك في مكان يتميز بالأمطار الغزيرة وبالذات بين شهريّ مارس ومايو، وأكتوبر ونوفمبر، ودرجة الحرارة تتراوح بين 27 – 29 درجة طوال السنة.
- أقرب مطار دولي من البارك هو مطار كليمنجارو ، والخطوط الدولية الوحيدة التي تسيّر رحلات مباشرة للمطار هي الخطوط الهولندية KLM ، وذلك أيام الجمعة والسبت والثلاثاء من أمستردام، ويمكنك الطيران عبر أي خطوط أخرى إلى كينيا، ومن كينيا يسهل الوصول إلى البارك.
- التكلفة معتمدة على الوكالة السياحية التي ستذهب من خلالها، وغالباً تكون التكلفة 50 دولاراً في اليوم، شاملة التحرك داخل البارك والتخييم أيضاً.
- وداخل البارك توجد قائمة من الممنوعات، والتي يسمونها قائمة الـ Don’t، ومن أمثلة ذلك السير بسرعة أكبر من 50 كيلو متر/ الساعة، إطلاق نار على الحيوانات، رمي قمامة داخلها أو في الأنهار، استعمال أدوات التنبيه، قطف أية أزهار أو ثمار.
- وبالنسبة للإقامة أثناء زيارة البارك فيوجد أكثر من خيار.. أشهرها وأكثرها راحة هي المعسكرات المصممة بطراز معين يتناسب مع حياة الغابات، وفي نفس الوقت بها كل وسائل الراحة، كحمامات السباحة وكافة الأطعمة والمشروبات، كما أن الإضاءة بها معتمدة على الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء، ولكن يمنع إقامة أي شخص بالبارك أكثر من يوم، ويُستثنى من ذلك الباحثون والعاملون بجمعية عالم الحيوان في فرانكفورت.