تخت جمشيد
تخت جمشـيد أبنية تاريخية متبقّية من القصور الأخمينية الّتي يعود تاريخها إلى 521 ق . م ، تعدادها ومسـاحاتها وارتفاعاتها المدهشة وزخارفها ونقوشها الحجرية ، مظاهر أضفت عليها شهرة عالمية فأصبحت إحدى آثار الحضارة الإنسانية . ومن القصور والأبنية المعروفة فيها : بوّابة الأُمم قصر آبادانا ، قصر داريوش أو تجر ، القصر ذو الأعمدة المائة ، قصر أو بوّابة غير كاملة ، خزانة تخت جمشيد ، قاعة الشورى ، بئر صخري ، مقبرة أردشير الثاني والثالث ، قصر هديش ، القصر الداخلي الّذي هو الآن متحف تخت جمشيد.
وتعتبر أطلال تبعد عن مركز مدينة شيراز مسافة تبلغ 55 كم وتقع في الجانب الشمالي الشرقي على سفح جبل "رحمت" مقابل سهل "مرودشت" وقد كانت عاصمة الدولة الإخمينية التي تزعمها داريوش الكبير، وهي تعتبر أهم معلم تأريخي لتلك الفترة من التأريخ الإيراني، بل يمكن اعتبارها أعظم أثر تأريخي في إيران والعالم حيث تم تشييدها في عهد داريوش الأول سنة 518 ق. م. بهدف اتخاذها عاصمة دينية آنذاك لذلك اختير سفح جبل "رحمت" المقدس لدى الإخمينيين كمقر لها وقد استمر بناؤها لفترة قاربت 120 عاماً.
مساحة هذا الأثر التأريخي العظيم تبلغ 135000 متر مربع تقريباً وهو مشيد من صخور كبيرة وقد تم رصفها إلى جانب بعضها وفوق بعضها البعضها دون استخدام أية مادة بنائية كالجبس أو الإسمنت ولكن تم وصل بعض قطعاتها بروابط حديدية ومكابس من الرصاص.
هذه المنطقة الأثرية فيها سبعة قصور كبيرة محفوفة بمختلف أنواع النقوش والمدرجات والأعمدة العظيمة وفيها مقبرتان حجريتان، ويبلغ عدد النقوش البارزة على الحجر في مختلف مبانيها ومقابرها أكثر من ثلاثة آلاف نقش فائق الروعة.
هناك مقبرتان في الجانب الأعلا من "تخت جمشيد" إحداهما للملك أردشير الثاني والأخرى للملك أردشير الثالث، وقد كانت هذه المنطقة مقراً استوطنه الملوك الإخمينيون مدة قرنين من الزمن حيث تم تدميرها وإحراقها بواسطة الإسكندر المقدوني سنة 330 ق. م. وتجدر الإشارة هنا إلى أن قصر "آبادانا" يعتبر أقدم قصور تخت جمشيد وأجملها حيث تم تشييده بأمر من داريوش سنة 515 ق. م. وتم إنجازه بعد 30 عاماً ومساحته الإجمالية تبلغ 3660 متراً مربعاً. أهم النقوش المعروفة في تخت جمشيد تقع في مدرجات الرواق الشرقي الذي كان المدخل الأصلي للقصر في بادئ الأمر كما يبدو، وأما ارتفاع أعمدة قصر آبادانا فيبلغ 20 م وهي مصنوعة من الصخور الصلدة وقد بقيت 13 منها قائمة حتى أيام الحكومة القاجارية.