دبي تستقبل 4.1 مليون سائح في الربع الأول من 2016 بزيادة قدرها 5.1% عن العام الماضي
أشارت إحصائيات جديدة أصدرتها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي إلى أن الإمارة استقبلت 4.1 مليون سائح خلال الربع الأول من عام 2016، محققةً زيادةً بنسبة 5.1 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في حين حقّقت الدول الرئيسية المصدّرة للسياحة من دول مجلس التعاون الخليجي والهند نمواً كبيراً فاق عتبة العشرة بالمئة.
وواصلت دول مجلس التعاون الخليجي صدارتها ضمن قائمة الدول الأولى لزوار دبي، إذ بلغت نسبة السياحة الوافدة منها 25% من عدد الزوار الإجمالي خلال الربع الأول من العام الجاري. كما ارتفع عدد السيّاح القادمين من المملكة العربية السعودية إلى 476 ألف سائحاً خلال الفترة ما بين يناير حتى مارس 2016، مسجلةً زيادة قدرها 14% مقارنة بالعام الماضي، الأمر الذي جعلها تحتل المركز الأول على هذه القائمة، تلتها سلطنة عُمان التي ارتفع عدد السياح الوافدين منها إلى 322 ألف أي بزيادة نسبتها 32% وذلك بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2015. كما حافظت الكويت على مكانتها ضمن قائمة الدول العشر الرئيسية بزيادة قدرها 119ألف سائح، وقطر التي شهدت ارتفاعًا بواقع 26% في أعداد السيّاح الوافدين منها، مسجّلة أداءً إقليمياً قوياً.
وحافظت شبه القارة الهندية أيضاً على مكانتها الفعّالة حيث ساهمت بحصة كبيرة من حركة السياحة إلى دبي مع ارتفاع عدد سياح دبي من الهند بنسبة 17% خلال الربع الأول من العام ليصل إلى 467 ألف سائح، واحتلت المرتبة الثانية على قائمة الدول العشر الرئيسية لزوار الإمارة، تليها باكستان التي شهدت زيادة بواقع 18% خلال الفترة ذاتها.
كما حافظت أوروبا الغربية على مكانتها كثاني أكبر منطقة مصدّرة للسياحة إلى دبي، حيث بلغت نسبة الزوّار القادمين منها 23% من إجمالي الزوار الوافدين إلى الإمارة في الربع الأول من 2016، وذلك رغم ما واجهه العالم من تقلبات اقتصادية. وقد وصل عدد السياح من المملكة المتحدة إلى 334 ألف سائح، فحققت ارتفاعاً بنسبة 10% خلال الربع الأول من العام الحالي، محافظةً على مكانتها كثالث أكبر دولة مصدّرة للسياحة إلى دبي.
وإلى جانب المملكة المتحدة تضمنت قائمة الدول الأولى المصدرة للسياح الوافدين إلى دبي كلاً من ألمانيا التي سجلت171 ألف سائح، وفرنسا التي حافظت على ثباتها على مدار الربع الأول وذلك بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي لتسجل 76 ألف سائح، بينما شهدت إيطاليا نمواً بواقع 5% بما يمثل 69 ألف سائحاً.
وفي تعليقه على هذه الإحصائيات، قال سعادة هلال سعيد المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي: “لقد تأثر قطاع السفر العالمي خلال الربع الأول من هذا العام بالعديد من العوامل والأوضاع سواء كانت جيوسياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، في ظل حالة النمو الثابتة التي تشهدها معظم الأسواق. بالرغم من ذلك، تتبع دبي نهجاً ذكياً في استقطاب السياح من أسواق مختلفة، فضلًا عن رؤية حكومتنا الرشيدة والشراكات القوية والراسخة بين القطاعين العام والخاص، مما يعكس المرونة في استراتيجية الأسواق المتنوعة التي نعتمدها، وسرعة في الاستجابة على جميع المستويات ضمن القطاع السياحي، وقوة في العروض والخدمات السياحية التي نقدمها بشكل دائم”.
وأضاف المري قائلاً: “لا تزال الأسواق التي تبعد عن دبي حوالي 4 ساعات بالطائرة، خصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي والهند، محور تركيز مهم لجهودنا المستمرة والرامية إلى استقطاب أكبر عدد من السياح لتحقيق أهداف النمو المتوقع. ونحرص باستمرار على تعزيز المقومات السياحية في دبي والتي تساهم في استقطاب السياح من الأسواق المختلفة، وذلك بالاعتماد على قائمة المهرجانات و مختلف المناسبات التي تنطلق فعالياتها في الربع الأول من العام، بالإضافة إلى افتتاح عدد من وجهات التسوق الجديدة ومعالم الجذب السياحي الفريدة. ومن المتوقع أن تتسع مساحة هذه الوجهات وتتعدد الخيارات أكثر مع دخول عدد من المشاريع والمبادرات الرئيسية حيز التنفيذ، الأمر الذى يضفي مزيداً من العمق والتنوّع الى ما تقدمه دبي لزوارها”.
وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية ضمن قائمة الأسواق العشرة الكبرى في الربع الأول من العام الجاري، حيث قَدِم منها 166 ألف سائح؛ بالإضافة إلى الصين، التي شهدت ارتفاعاً بواقع 4% عن العام الماضي، بعكس إيران التي كانت السوق الوحيدةالتي شهدت تراجعاً في عدد الزوار. كما شهدت الفيلبين التي اندرجت ضمن قائمة الأسواق العشرين الكبرى نمواً بواقع 25% خلال الربع الأول من العام الحالي، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2015، بينما زاد السياح الكنديون بواقع 9% هذا العام، مع تراجع عدد السياح الوافدين من مصر، وروسيا، والأردن، وأستراليا، وهولندا.
وشهدت دبي مع مطلع العام 2016 بداية حيوية، خاصة مع ما تشهده من تطوير وتنفيذ لعددٍ من المشاريع والمبادرات والمناسبات التي جاءت على رأس أولويات برنامج الجذب السياحي. وشهد شهرا يناير وفبراير المزيد من الإضافات المهمة على جدول فعاليات ومهرجانات دبي السنوية، مع إطلاق مهرجان إكس يوغا دبي إضافةً إلى انطلاق مهرجان دبي للتسوق بحلته المتجددة، ومهرجان دبي للمأكولات.
وتأتي مشاريع تطوير وتزيين المدينة على طول الشواطئ والسواحل والمتنزهات والمساحات الخضراء، ومن بينها مشروع تطوير كورنيش الجميرا الذي يصل طوله إلى 14 كيلومترا؛ وتطوير معالمها الثقافية والتراثية، مدفوعة ًبتجديد أقدم الأحياء في المدينة كجزء من منطقة دبي التاريخية من بين المشاريع الرئيسية التي اكتسبت زخماً في الربع الأول من العام.
كما يشهد قطاع التجزئة نمواً ملحوظاً وتنوعاً كبيراً في عروضه من خلال العديد من مناطق التسوق الجديدة والعلامات التجارية العالمية، مثل سيتي ووك 2، وبوكس بارك، ومجمّع الشاطئ في جميرا بيتش ريزيدنس، والتي تضاف إلى مساحة التجزئة التي تزخر بها دبي بما تتضمنه من تعدد مراكز التسوق والتي يزيد عددها عن 95 مركزاً للتسوق، هذا بالإضافة إلى الأسواق الشعبية التقليدية. وتشمل مشاريع تطوير قطاع التجزئة الرئيسية الأخرى إلى ما يقرب من 400 ألف متر مربع من مساحات التجزئة الإضافية المقرر إنجازها في 2016 في جميع أنحاء دبي، مثل توسعة “سوق التنين 2” التي تغطي مساحة 1.9 مليون قدم مربع، بالإضافة إلى “أوتليت فيليج” الجديدة التي تقع ضمن عدداً من الحدائق الترفيهية وكذلك المرحلة الثانية من “دبي مول”، مما يضمن اتساع نطاق مساهمة القطاع السياحي في اقتصاد الإمارة.
كما شهدت الإمارة زيادةً في مجموع فنادقها ليصل إلى 676 منشأة مع نهاية شهر مارس 2016، ما يمثّل 98,949 غرفة موزعةً على جميع فئات الفنادق والشقق الفندقية. وتضمن المشاريع الفندقية التي تشهدها دبي استمرار محافظة المدينة على الرفاهية التي طالما اشتهرت بها مثل “بالاتزيو فرساتشي”، و”سانت ريجيس دبي”، في حين أن مجموعة فنادق الفئة المتوسطة الجديدة التي تحفّزها مبادرات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي تزيد من الخيارات المتاحة أمام الزوّار.
وعلاوة على ذلك، واصلت “دبي للسياحة” العمل عبر النظم الإيكولوجية للسفر والتجارة، إلى جانب الاستفادة من الشراكات التعاونية مع الشركاء والجهات الفعالة الرئيسية، بما يشمل التوقيع على شراكات إستراتيجية في فبراير مع اثنين من أكبر جهات القطاع بالصين، “يونيون باي إنترناشيونال” و”تنيو”، واحدة من أكبر منصات خدمات السفر الترفيهي عبر الإنترنت بالبلاد.
وأضاف سعادته قائلاً:”من المتوقع أن تشهد البنية التحتية المتعلقة بالسياحة والاستثمارات الرامية لتحسين الطاقة الاستيعابية زخماً خلال عام 2016 عبر العروض السياحية التي تركز على احتياجات فئات الزوار، مثل المعالم الثقافية والتراثية والمتنزهات الترفيهية والحدائق العائلية، بالإضافة إلى استمرار التركيز على تحسين بيئة الأعمال، ما يرسخ سعي دبي الدائم لتكون الوجهة المفضلة للسياحة الترفيهية وسياحة الأعمال والفعاليات. وستواصل دبي تنفيذ المشاريع لتطوير وتحسين وتشجيع الركائز الأساسية للعروض التي تُثري الأجندة السياحية الرامية إلى استقطاب المزيد من السياح وتعزيز مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وجعله مصدراً للمنافسة المستدامة للنمو المستقبلي.”
وأوضح المري قائلا:” نعمل حالياً في دائرة السياحة والتسويق التجاري على وضع اللمسات النهائية لفعاليات مفاجآت صيف دبي، ولهذا فإننا نعتمد بشكل كبير على مجموعة العروض القيّمة والأنشطة الداخلية المتنوعة لتعزيز مناطق الجذب السياحي التي تزخر بها دبي والتي لا تزال على رأس قائمة عوامل الجذب السياحي خلال هذه الفترة. كما أننا نشهد تحسّناً إيجابياً مع اتجاه السياح والزوار إلى دبي لقضاء الصيف فيها، حيث شهدنا على مدار العام الماضي أعداداً هائلة من المسافرين من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية تحديداً، ما يجسّد جاذبية دبي المتنامية باعتبارها وجهة رائدة للسياح على مدار العام”.
ويأتي الافتتاح المرتقب لعدد من المتنزهات الترفيهية في النصف الثاني من العام بما في ذلك “دبي باركس آند ريزورتس” و”أي إم جي” عالم من المغامرات، و”دبي سفاري”، بالإضافة إلى “دار أوبرا دبي” وأوّل استعراض مسرحي دائم ” لا بيرل” من إنتاج وتصميم “دراجون” في منتجع الحبتور سيتي، كجزء من إستراتيجية واسعة النطاق تهدف إلى تعزيز صورة الإمارة وعوامل الجذب فيها، وذلك من خلال العديد من الفعاليات والتجارب المصممة خصيصاً لاستقطاب أنظار الزوّار، بما يعزز مكانة دبي العالمية بين العائلات والباحثين عن التشويق.
كما ستمثل هذه المشاريع المميزة عند الانتهاء منها إضافة محوريّة إلى مقومات دبي السياحيّة خاصة وأنها تقام لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن تستقطب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم، وخاصةً من الأسواق الرئيسية القريبة. وتساعد الزيادة المتوقعة في أعداد السياح التي تحققها معالم الجذب السياحي هذه على دفع أعمال التطوير داخل القطاع السياحي بالإمارة بشكل عام، على صعيد القطاعين العام والخاص على حد سواء، في ظل تطوير مرافق الضيافة ومتاجر البيع بالتجزئة والمرافق الترفيهية الجديدة، بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية المصممة لتعزيز تجربة الزوّار منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.