اللوفر أبوظبي يستقبل مليونيّ زائر منذ افتتاحه
أبوظبي، 11 نوفمبر 2019: يحتفل متحف اللوفر أبوظبي هذا الشهر بالذكرى السنوية الثانية لافتتاحه، وذلك بعد أن حقق إنجازات كبرى، وأطلق العديد من البرامج، وقدّم عدداً كبيراً من القطع الفنّية والأثرية في قاعات عرضه.
وقد استقبل اللوفر أبوظبي منذ افتتاحه عام 2017 أكثر من مليونيّ زائر من مختلف أنحاء العالم، استمتعوا بمجموعته الغنية التي تسلط الضوء على مختلف الثقافات، ومعارضه الخاصة، والتي بلغ عددها ثمانية معارض حتى الآن، والمشاركة ببرامجه الثقافية المنوّعة التي تناسب جميع الأذواق والأعمار.
كما عمل المتحف على ترسيخ التزامه برسالته التعليمية من خلال افتتاحه متحف الأطفال بحلّته الجديدة في يوليو 2019، وهو الأول من نوعه في العالم العربي، استقبل أكثر من 60 ألف زيارة مدرسية وقدّم في الوقت عينه العديد من الفرص للتدرّب والعمل للمواطنين الإماراتيين وللمقيمين في الدولة على حد سواء.
بهذه المناسبة، قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي: "منذ عامين أطلقنا اللوفر أبوظبي هدية من أبوظبي للعالم. وكانت رؤيتنا تكمن في إنشاء متحف عالمي يسلّط الضوء على أوجه التشابه بين مختلف الثقافات والحضارات من خلال مجموعة كبيرة من القطع الفنّية والأثرية من مختلف أنحاء العالم. إننا فخورون اليوم بتبلور هذه الرؤية ونجاحها. فقد جسد اللوفر أبوظبي الروابط التي تجمع الثقافات ليروي تاريخ الإنسانية وحاضرها ومستقبلها، وهو أمر مفصلي لا سيما في عالمنا اليوم، حيث يتم التركيز على أوجه الاختلاف أكثر من أوجه التشابه."
من أبرز القطع الجديدة في قاعات عرض اللوفر أبوظبي: خنجر ذو مقبض على شكل أسد (1100- 600 قبل الميلاد)، تم التنقيب عنه في ساروق الحديد في دبي، وهو مُعار من بلدية دبي، وتمثال لرأس كليوباترا؟ (305- 30 قبل الميلاد، الأسرة البطلمية)، وهو من أحدث مقتنيات اللوفر أبوظبي، وإناء مزين بشخصيات من الكتاب المقدس (575- 625)، إيميسا (حمص الحالية، سوريا)، مُعار من متحف اللوفر، وإبريق لغسل اليدين على شكل طاووس (972)، إسبانيا، مُعار أيضاً من متحف اللوفر، إلى جانب لوحة "رأس شاب، متشابك اليدين: رسم تمهيدي لصورة المسيح" لرامبرانت التي تعود لعام 1648-1656 والتي اقتناها اللوفر أبوظبي مؤخراً، ولوحة "فرانسيس الأول ملك فرنسا" (عام 1539 ميلادي) للفنان تيزيانو فيتشيليو (تيتيان) المُعارة من متحف اللوفر، و"درع إمبراطوري من الصين" يعود للقرن الثامن عشر المُعار من متحف الفنون الزخرفية في باريس، ولوحة "لاوكون" للفنان فرانسيسكو بريماتيتشيو (تعود للفترة الممتدة ما بين عامي 1541 و1543) المُعارة من قصر فونتينبلو، وأحجار اليشم الكريمة التي تعود للإمبراطورية الصينية في عهد تشيان لونغ (الختم الإمبراطوري والصولجان "روي" وصفيحتان منقوشتان) المُعارة من المتحف الوطني للفنون الآسيوية- غيميه.
كما يعرض المتحف أعمالاً جديدة في القاعات المخصصة للفن الحديث والمعاصر، منها: لوحة "الكونتيسة سكافرونسكايا" (1796) لإيليزابيث لويز فيجييه لوبرون، المُعارة من متحف اللوفر، ولوحة "نهر السين وقصر اللوفر" (1882) لكميل بيسارو، المُعارة من متحف أورسيه، ومنحوتة "المفكّر" (1881) لأوغست رودان المُعارة من متحف رودان، ولوحة "فان غوخ في منظر طبيعي" (1957)، ولوحة "الرجل ذو الصدرية الخضراء" (1967) للرسام السوري مروان قصّاب باشي، المُعارتان من مركز بومبيدو- المتحف الوطني للفن الحديث، إلى جانب "نافذة 1" و"بدون عنوان 1" للفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم (العملان من العام 1962)، المُعاران من مركز بومبيدو- المتحف الوطني للفن الحديث.
في قاعة العرض الأخيرة، تقدّم الفنانة سوزانا فريتشر عملاً تركيبياً بعنوان "من أجل الهواء". وتتألّف هذه التحفة الفنية من آلاف خيوط السيليكون التي حوّلت القاعة إلى متاهة من نور وظلال، أشبه بأوتار آلة موسيقية عملاقة، تأخذ زوارها في رحلة تُلامس الفكر والحواس وتبني حواراً بينهم وبين الهندسة المعمارية للمتحف ليعيدوا النظر في رؤيتهم لمفهوم المساحة.
من جهته، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: "في غضون عامين فقط، رسّخ اللوفر أبوظبي مكانته على الساحة العالمية كمساحة للتلاقي والتبادل الثقافي ولإشراك المجتمع في هذا الحوار بين الثقافات. وقد مررنا خلال هذين العامين بالعديد من المراحل المفصلية مثل اقتناء قطع فنّية بارزة جديدة وتقديم معارض خاصة حظيت باهتمام الصحافة العالمية. إن التعليم هو جوهر رسالة اللوفر أبوظبي، لذا حرصنا على إنشاء متحف يستقبل الزوار من مختلف الأعمار، ونعمل دوماً على تحضير قادة الغد على الصعيد الثقافي من خلال فرص العمل والبرامج التدريبية. ولا بد أن نتوجه بجزيل الشكر إلى كل من ساهم في تحقيق رؤيتنا هذه فيما نتطلع إلى عام جديد من النجاح.
على امتداد شهر نوفمبر، واحتفالاً بالذكرى السنوية الثانية لافتتاحه، يقدّم اللوفر أبوظبي مجموعة من التجارب الاستثنائية التي تشمل معرضين بارزين وبرنامجاً من الفعاليات الثقافية التفاعلية التي تبث الحياة في أرجائه.
وتعليقاً على برنامج اللوفر أبوظبي الثقافي، قالت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة لإدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في المتحف: "تتيح مواسم اللوفر أبوظبي الثقافية للزوار فرصة التعمّق في اللحظات التاريخية الرئيسية من وجهة نظر عالمية فريدة، وهم غالبًا ما يعيدون النظر في الإبداع المشترك وتأثيره على تاريخ الإنسانية. نحن نسعى من خلال الموسم الحالي، تحت عنوان مجتمعات متغيّرة، إلى تسليط الضوء على دور الثقافة والإبداع في إظهار التغيّرات التي تطرأ على المجتمعات والحضارات."
وكان اللوفر أبوظبي قد افتتح مؤخراً معرضه الجديد بعنوان "10 آلاف عام من الرفاهية" وهو الأول من نوعه الذي يغطي تاريخ الرفاهية بشكل شامل في العالم، وأكبر معرض ينظمه المتحف منذ افتتاحه. ولا بد من الإشارة أن المعرض يلقى إقبالاً شديداً ويحظى بإشادة في الصحافة العالمية، ويستمر المعرض حتى 18 فبراير 2020، مسلطاً الضوء على مفهوم الرفاهية في مجال الموضة والمجوهرات والفنون البصرية والأثاث والتصميم من خلال 350 قطعة استثنائية. المعرض من تنظيم متحف اللوفر أبوظبي ومتحف الفنون الزخرفية في باريس ووكالة متاحف فرنسا، ومن تنسيق أوليفييه غابيه، مدير متحف الفنون الزخرفية.
يترافق المعرض مع برنامج من الفعاليات الثقافية يهدف إلى تقديم تجربة استثنائية بعنوان "ما لا يُشترى بالمال"، وهو يشمل عروضاً حيّة مفاجئة في المتحف للعديد من الفنانين والموسيقيين والراقصين العالميين أمام الأعمال الفنّية والقطع الأثرية المعروضة في قاعات العرض كما في المعرضين، ليأخذ الزائر في رحلة عبر مختلف الأزمنة والثقافات تنبض فيها قاعات العرض بالموسيقى والرقص. وقد عملت على تنسيق هذا البرنامج المديرة الفنيّة الشهيرة عالمياً روث ماكينزي، الحائزة رتبة الإمبراطورية البريطانية، والمديرة الفنية لمسرح شاتليه في باريس والمديرة الفنية السابقة لمهرجان هولندا ومهرجان لندن للعام 2012.
كما يمكن لزوار المتحف زيارة معرض "لقاء في باريس: بيكاسو وشاغال وموديلياني وفنانو عصرهم (-1900 1939)" الذي يستمر حتى 7 ديسمبر، وهو من تنظيم اللوفر أبوظبي ومركز بومبيدو ووكالة متاحف فرنسا، ومن تنسيق كريستيان بريان، رئيس أمناء قسم الفن الحديث في المتحف الوطني للفن الحديث في مركز بومبيدو.
في الختام، قدّم المتحف مفاجأة خاصة لزواره وهي تحليق خاص لفرسان الإمارات، فريق الإمارات الوطني للاستعراض الجوي، فوق المتحف يوم السبت 9 نوفمبر. كما حظي الزوار القادمون لمشاهدة العرض الجوي، بتذكرة دخول مجانية لقضاء يوم في المتحف.