كهف البلورات العملاقة في المكسيك
كهف البلورات الضخمة Cueva de Las Espadas هو واحد من أكثر كهوف المكسيك إثارة، تم اكتشافه عام 2000م على عمق 300 متر في منجم نايكا بمدينة نايكا بصحراء تشيهواهوا المكسيكية، و عرف كهف البلورات العملاقة بهذا الاسم نظرا لاحتوائه على أكبر بلورات كريستالية طبيعية في العالم، حيث يصل طول هذه البلورات الضخمة لحوالي 12 متر، ويصل وزنها الى 55 طن، ويعتقد العلماء والباحثين أن كهف البلورات العملاقة تشكل طبيعيا منذ آلاف السنين نتيجة النشاط البركاني الذي ملأ جبل نايكا بمادة الأنهيدريت.
أبرز معلومات عن كهف البلورات الضخمة
تكونت البلورات الضخمة بعدما خمد النشاط البركاني في جبل نايكا، انصهرت مادة الأنهيدريت( شكل غير مائي للجبس) ، وامتزج بمياه الكهوف، وكونت بلورات ضخمة، تستمر في النمو طبيعيا نتيجة استمرار ترسب الجبس عليها مع مرور السنين.
تم اكتشاف كهف البلورات العملاقة عام 2000 بالصدفة أثناء التنقيب في منجم نايكا في المكسيك، حيث يشتهر جبل نايكا بوجود كميات كبيرة من الفضة والزنك والرصاص.
تصل درجة حرارة كهف البلورات العملاقة الى حوالي 50 درجة مئوية ، مع رطوبة تزيد نسبتها عن 90%، ولذلك يضطر العلماء والباحثين الى ارتداء بدلات خاصة وماسكات اكسجين ليتمكنوا من دخول الكهف، لان جسم الانسان لا يستطيع تبريد نفسه في هذا المناخ.
بقاء أي شخص داخل كهف البلورات العملاقة بدون ماسك الاكسجين، قد يؤدي بحياته للموت، و باستخدام البدلات الخاصة وماسك الاكسجين، يستطيع العلماء والعمال البقاء في الكهف لمدة لا تزيد عن 45 دقيقة.
استمر العلماء والباحثين في استكشاف كهف البلورات العملاقة منذ عام 2001م ، وحتى عام 2017م، واستطاعوا من خلال تأريخ اليورانيوم تقدير عمر بلورات كهف البلورات العملاقة بـ500,000 سنة.
يتخذ كهف الصخور العملاقة شكل حدوة حصان مكونة من الحجر الجيري، وتبرز البلورات الكريستالية من كل جوانب الكهف و أسقفه، ولكن بلورات الكهف تعادي من التدهور في الهواء، ولذلك توقفت شركة التعدين عن ضخ المياه في الكهوف للمحافظة على البلورات جافة، حتى لا تفسد من غمر الكهوف بالماء.
يعتبر كهف البلورات العملاقة معجزة جيولوجية لا مثيل لها في كل العالم، ولذلك يخشى العلماء من استغلال بلوراته في المستقبل لأغراض تجارية.
استطاع العالم بينيلوب بوسطن التابع لمعهد علم الأحياء الفضائي في وكالة ناسا من إعادة إحياء الميكروبات الخاملة الموجودة داخل البلورات لدراستها والتعرف على ظروف الحياة التي كانت في الكهف قديما، و اتضح من دراسة هذه الميكروبات والتي عرفت باسم المتطرفة، ان عمرها يتراوح من 10000 الى 50000 عام.
تم حظر السياحة في كهف البلورات العملاقة، لأن بيئة الكهف مميتة للكائنات الحية بسبب ارتفاع درجة الحرارة فيه، ولا يمكن دخول الكهف بدون ارتداء البدلات الخاص و ماسك الاكسجين.