الانتحار قديما كان عملا بطوليا في اليابان
اليابان لديها موروثها الثقافي الخاص ، فمن المعروف عن اليابانيين القدماء أن لديهم ثقافة فريدة تحث على الانتحار في حالة الفشل والهزيمة ، بل ويملك اليابانيون طقسا انتحاريا مقدسا يدعى " هاراكيري " حيث يجلس الضحية على ركبتيه ويمسك سيفا خاصا يغرسه أسفل بطنه ثم يرتفع به إلى زاوية الرئتين ويظل على هذه الوضعية حتى يتصفى دمه تماما.
طقوس هاراكيري المقدسة عند الساموراي
وهذا النوع من الانتحار اشتهر به فرسان " الساموراي " ممن كانت تجبرهم كرامتهم على الانتحار بدل مواجهة عار الهزيمة والفشل، وهذه الروح ظلت شائعة في المجتمع الياباني حتى الحرب العالمية الثانية ، الأمر الذي يفسر انتحار كثير من الجنود والمسؤولين بعد هزيمة اليابان من الولايات المتحدة الأمريكية ، ورغم الانحسار النسبي لهذا النوع من الانتحار، ما يزال ينظر إليه بكثير من التبجيل والاحترام ، كونه آخر ما يتبقى للمرء من مظاهر الكبرياء والاعتزاز بالنفس.
ولا تزال لهذه الثقافة تأثيرها على المجتمع الياباني حيث إنه
قبل نهاية كل عام ميلادي تصدر الحكومة اليابانية تقريرا فريدا يدعى " سجل الانتحار الوطني " ، وهو سجل يرصد مؤشر الانتحار في المجتمع الياباني وأبرز متغيراته خلال عام منصرف.
30 ألف حالة انتحار في اليابان سنويا
وأعلنت الحكومة اليابانية أن عدد المنتحرين ما يزال فوق حاجز الـ"30" ألفا للعام التاسع على التوالي ، وأكثر من نصف هؤلاء من الذكور ، وأكثر من نصفهم من الطلاب والعاطلين عن العمل.
وهذا الرقم يعد محبطا للحكومة اليابانية التي بدأت برنامجا لخفض عدد المنتحرين الى 24 ألف حالة ، فقد أغلقت مثلا مواقع الانترنت التي تشجع المراهقين على الانتحار ووضعت لوحات توعوية قرب خطوط القطارات.
أسباب الانتحار كثيرة في اليابان
أيضا هناك ما يدعى " مواسم الانتحار " التي تترافق مع أوقات الامتحانات ونشر نتائج القبول في المعاهد والجامعات ، حيث يعمد كثير من المحبطين لوضع نهاية لحياتهم، كما ينتحر عدد كبير من المراهقين والشباب لأسباب عاطفية أو اجتماعية ، أو لمجرد الانضمام لقائمة العاطلين عن العمل ، في حين ما تزال طريقة " الهاراكيري " منتشرة بين مديري الشركات المفلسة والمنهارة.