المتحف الأولمبي في لوزان السويسرية
يعتبر المتحف الاولمبي في لوزان من اهم المتاحف العالمية فهو يؤرخ لحدث من اهم الاحداث الرياضية في التاريخ وهو الالعاب الاولمبية ويبرز كيفية تلاحم الرياضة مع الثقافة والمتحف الاولمبي من اكثر المتاحف شعبية ايضا فنجد ان عدد زوار المتحف يتجاوز 200 الف كل عام
مـيراث دو كـوبرتـان
على غرار الألعاب الأولمبيّة في العصر الحديث، يَـدين متحف لوزان أيضا بالكثير للأب الرّوحيّ للألعاب ومؤسّس الحركة الأولمبيّة الحديثة، بيير دو كوبرتان. فمن بين آلاف الأفكار التي خطرت بباله والعديد من المبادرات التي سخّر لها حياته، خطط البارون الفرنسيّ منذ بداية القرن الماضي، لإنشاء متحف للرّياضة.
هذا هو ما يُـحكى على أيّ حال في لوزان، التي نقل إليها دو كوبرتان في عام 1915 مقرّ اللّجنة الأولمبيّة الدّوليّة، فرارا من الحرب العالميّة الأولى. فبالنّسبة إلى هذه الشّخصيّة الفذّة، كانت الرّياضة عاملا مثاليّا للترويج، ليس فقط للتّربية والثقافة، ولكن أيضا للسّلام.
منذ ذلك الحين، أصبحت لوزان العاصمة الأولمبيّة العالميّة، وبالتّالي، فقد كان مقدّرا لها أن تحتضن المتحف. من بين المجموعات التي يحتويها، توجد أيضا حتى اليوم عشرات الأغراض الخاصة التّي تركها دو كوبرتان (الذي يُـحتفى به بكل احترام في عرض دائم مخصص له)، ميراثا بعد رحيله.
إثر ذلك، أحيى خوان أنطونيو سامارانغّ رائد الرّياضة الكبير فكرة المتحف بعد انتخابه لرئاسة اللّجنة الأولمبيّة الدّوليّة في بداية الثّمانينات، وهكذا ظهر للوجود المتحف الأولمبيّ عام 1993 في حديقة رائعة تطلّ على بحيرة ليمان.
رياضة وثـقافـة
تقول راشيل كالو: "الألعاب الأولمبيّة ليست أهمّ تظاهرة رياضيّة فحسب، بل هي أيضا إحدى أكبر الظّواهر الاجتماعيّة في زماننا"، لذلك، يعمل المتحف - ووفاءً منه لروح كوبرتان - على ربط الرّياضة بالثّقافة، وهي محاولة ربّما اعتبرت مستحيلة من طرف الكثيرين الّذين يكرهون الرّياضة ويجعلونها في معارضة تامّة مع الثّقافة، لكنّ الألعاب الأولمبيّة، كما هو معروف، تضرب بجذورها في اليونان القديمة.
العروض القارّة للمتحف تستعيد مختلف المراحل التّاريخيّة للألعاب الأولمبيّة، من الرّياضييّن اليونانييّن العراة الشّامخين، الّذين كانوا يعظّـمون فيها الآلهة، إلى أبطال أيّامنا هذه، الّذين لا يشرّفون دائما مبادئ دو كوبرتان المتعارضة تماما، سواء مع المنشّطات أو مع الربح المالي.
وهكذا، تروي أغراض متنوّعة وافدة من الحقبة اليونانية لألفي سنة خلت، ملحمة الألعاب إلى جانب أحدث التّقنيّات المتعدّدة الوسائط، التي تقدّم كمّـا هائلا من النّصوص والصّور والأصوات.
مـركز للدّراسات والفن
وتوضّح راشيل كالو: "إنّ كبار السن يقدّرون المتحف الأولمبيّ، لأنّهم غالبا ما يستعيدون فيه ذكرياتهم، أما الشّبّان فيكتشفون فيه في المقابل أشياء جديدة كما يبحثون فيه عن الأغراض التي استعملها أو ارتداها أبطالهم"، وتواصل قائلة: "إنه متحف لجميع الطّبقات الاجتماعيّة ولكلّ الفئات العمرية"، أي كما كان يرغب في تحقيقه دو كوبرتان تماما.
سعيا منه لإرضاء جميع الأذواق – وإن أمكن ذلك، حتّى أولئك الّذين يواصلون كراهيّة الرّياضة بعد زيارة أولى – قام المتحف الأولمبي بتوسيع عرضه بصفة ملحوظة في السنوات الأخيرة.
فبالإضافة إلى العروض القارّة حول تاريخ الألعاب الأولمبيّة، يقدّم المتحف بانتظام ما بين عرضين إلى ثلاثة عروض مؤقتة، حول مواضيع تشمل أيضا العلم والفنّ والثقافة. من ناحية أخرى، تخصّص قاعتان لمجموعات الطّوابع البريديّة والنّقود.
إنّ "هيكل الرّياضة" يريد أن يكون أيضا في نهاية المطاف مركزا للدّراسات. فالطّابق السفلي يُـؤوي أيضا مكتبة وخزينة أشرطة فيديو وأرشيفات فوتوغرافية وسمعيّة هامّة، وهو عرض يحظى بتقدير خاصّ من المدارس والبحاثة.
إنّ نجاح هذه الصّيغة، التي تشمل كلّ القطاعات، يبدو مضمونا. فبعد سنتين فقط من افتتاحه، أحرز المتحف الأولمبيّ بلوزان على الجائزة الأوروبيّة لمتحف السّنة، وهي أكبر تقدير يُـمنح على مستوى القارّة.
معلومات عن لوزان
لوزان هي المدينة الثانية من حيث الكبر على بحيرة جنيف وهي تجمع بين خاصية المدينة التجارية المفعمة بالحركة وبين مركزها كمنتجع لقضاء العطل، ولكونها عاصمة إقليم فود فهي أيضاً تتصف باحتوائها على جامعة وبأنها من مدن المؤتمرات وإلى ذلك فإن ثمة تركيزاً على الرياضات وعلى المناحي الثقافية في تلك المدينة بصفتها العاصمة الأولمبية.