قصر الجم في تونس
تشتهر تونس الخضراء بمعالمها السياحية وشواطئها وآثارها العريقة، حيث كانت جزء من الحضارة الرومانية التي مازالت آثارها موجودة بها حتى الآن، ومن هذه المعالم نجد قصر الجم وهو أحد المعالم الشهيرة في تونس، يطلق عليه أيضًا اسم قصر الكاهنة وهو مسرح روماني قديم، ويعتبر من أكبر القصور والمسارح الرومانية في العالم. حيث يحتل المرتبة الثالثة بعد الكولوسيو في ايطاليا، ومسرح كولوسيوم كابو تحيط بالقصر مدينة أثرية رائعة من الآثار الرومانية القديمة وهي لا تزال أثاراها قائمة إلى الآن و تعتبر من أكبر الآثار الرومانية في أفريقيا. كان القصر قديمًا يشتهر بكونه حلبة للمصارعة حتى الموت يستعمل لعقاب الأسرى بحبسهم طول العام في حجرات تحت حلبة مسرح الجم وبجانبها حجرات يحبس فيها الوحوش حتى تأتي الأعياد والمناسبات المهمة فيقوموا بعمل مصارعات بين الأسرى والوحوش المحبوسة طول العام في صورة وحشية.، قامت اليونيسكو بإداراج القصر على قائمتها العالمية للتراث، وحاليًا يستخدم القصر لإقامة الحفلات الفنية، هيا بنا نتعرف على هذا القصر.
نبذة عن قصر الجم
قصر الجم الذي يقع في مدينة الجم التونسية الساحلية هو مسرح روماني وحلبة مصارعة قديمة، اسمه الروماني هو "Colosseum Thysdrus"، والتي تعني في الرومانية مسرح مدينة الجم، وفي العربية يسمى قصر الكاهنة ويرجع تسميته بهذا الاسم إلي قصة تاريخية تقول: "في أحدى المعارك التي شهدها القصر في أثناء الفتح الإسلامي لإفريقيا في أوائل القرن الثامن الميلادي احتمت إحدى الملكات البربرية والتي تلقب بالكاهنة والتي كانت عدوة معروفة لطارق بن زياد، هي وجيشها ولمدة أربع سنوات بعد هزيمتها في معركة أمام حسان بن النعمان الغساني فأجارها واحتمت في القصر الذي لقب على اسمها في بعض الكتابات العربية بقصر الكاهنة".
قام بتأسيس القصر القائد جورديان الثاني سنة 238 م وهو القائد الذي قاد انتفاضة رومانية رهيبة على إمبراطور روما في ذلك العصر. تم تأسيسه في عهد حاكم مقاطعة أفريكا غورديان الأول (حوالي159 م - 238 م)، وهو الذي صار إمبراطورا رومانيًّا في منتصف نفس السنة، وهذا القصر يعتبر المناظر لقصر الكولوسيو في روما، ولكن جورديان قام في تصميمه بتجاوز كل الأخطاء الهندسية الموجود في قصر روما. وتبلغ أبعاده الخارجية 148 مترا 122 مترا وأبعاد حلبته 65 مترا 39 مترا وتتسع مدارجه لـ 35 ألف متفرج.
مكونات قصر الجم :
يتكون القصر من حلبة كبيرة، ومدرجات للجمهور، أما الحلبة الخاصة به فيقع تحتها رواقان يصلهما الضوء من الفتحة الوسطى للحلبة إضافة إلى فتحتان من جانبي الحلبة كانت تستخدم لرفع الوحوش من أسود ونمور والمصارعين من أسرى الحرب حيث كان المصارعون والوحوش يأسرون في غرف تحت الحلبة ليتم إطلاقهم في الأعياد والمناسبات الضخمة التي تشهد إقبالا جماهريا ضخما من الشعب والنبلاء الذين يجلسون في المدارج لمشاهدة مصارعات الوحوش ومعارك المصارعين من أسرى الحروب وسباقات العربات.
يوجد بالقصر العديد من القطع الأثرية النادرة التي نقلت لقصر الجم علاوة على الكثير من الحفريات التي اكتشفت به أهمها منزل أفريقيا الذي به الكثير من قطع الفسيفساء النادرة التي تصور الحياة اليومية لسكان روما وطرق معيشتهم.