تاريخ بلدة الصخيرة
تقع بلدة الصخيرة على الساحل الشرقي لتونس حيث تشرف على خليج قابس ولها تاريخ عميق الجذور يمتدّ إلى العهد الفينيقي، وأهم محطّاته:
فترات ما قبل التاريخ
تفيد الدراسات الجيومورفولوجية والأثرية إلى وجود مخلفات إنسان ما قبل التاريخ في ربوع منطقة الصخيرة والمناطق المجاورة لها، إذ يذكر الباحثون وجود عدد من الرماديات في سبخة السمارة شمال وادي ودران. كما تم العثور بالقرب من موقع الصخيرة القديمة على أدوات وبقايا تعود إلى العصر الحجري الحديث.
الحقبة التاريخية الرومانية والبيزنطية
عثر بعض الباحثين التابعين للمعهد الوطني للآثار على مؤشرات تدل على وجود مدينة رومانية بمنطقة الصخيرة القديمة، يعود تاريخ هذه المدينة اعتمادا على بعض الحفريات الأثرية إلى منتصف القرن الثالث ميلادي، وفيما يخص المعالم الدينية نشير إلى وجود كنيستان واحدة كبرى داخل المدينة وأخرى صغرى بين المقابر.
بالنسبة للكنيسة الكبرى فهي تقع في أطراف المدينة الرومانية وهذا دليل على قدم المدينة. تتكون هذه الكنيسة من خمسة بلاطات طولية، بلاطة مستعرضة واثنان أقل عرضا من كل جانب.
أما الكنيسة الثانية الواقعة بين المقابر بها عدد من القبور عادة ما تكون مخصصة لدفن شهداء المسيحية من رجال الدين. معماريا هي معلم ذو تخطيط مستطيل الشكل يحتوي على ثلاثة أروقة ومحراب واحد. وقد بلطت هذه الكنيسة ببلاط عادي خلافا للكنيسة الكبرى التي فرشت أرضيتها بالفسيفساء.
العهد الإسلامي المبكر
من المؤشرات الدالة على هذه الفترة معلم دفاعي ما يزال قائم الذات إلى اليوم رغم أنه في حالة رثة تستدعي التدخل السريع لصيانته والمحافظة عليه.
الناظور هو بناء شامخ إسطواني الشكل استعملت به تقنية بناء اتفق حولها باحثوا الآثار منذ القرن التاسع عشر على أنها أغلبية العهد, يقع هذا المعلم شمال شرقي سبخة بوسعيد وقد أقيم على مرتفع من الأرض بعلو 13 متر ليشرف على خليج قابس. لعله كان إحدى المنشآت العسكرية التي أمر بإحداثها الأمير إبراهيم بن الأغلب لتحصين سواحل إفريقية خلال القرن التاسع للميلاد.
العهد العربي
تميز بحلول الشيخ الصالح سيدي مهذب القادم من الساقية الحمراء بالمغرب الأقصى.
– الصخيرة المعاصرة:
إستغلّ التونسيون المرفأ لتصدير الحلفاء وتكوّنت حوله مدينة بكل مقوماتها بها خلافة ومركز بريد ومخبزة ومتاجر ومنارة تهدي السفن إلى أن أحدث خط السكة الحديدية الحالي وأصبح عن طريقه تصدّر الحلفاء وكذلك عبر الطريق الرئيسية المعبدة إلى ميناء صفاقس فكسدت التجارة وبدأ المتساكنون ينزحون إلى الصخيرة الجديدة التي أصبحت تعرف “بلنقار” (أي محطة القطار) فيما أصبحت المدينة المهجورة تعرف باسم الصخيرة القديمة.