برج الجماجم
هي معركة بحرية وقعت بين 9 و14 مايو 1560 – م قرب السواحل التونسية، قبالة جزيرة جربة، حيث تحارب أسطول الدولة العثمانية، بقيادة بيالي باشا ودرغوث باشا مع أسطول أوروبي .
كتب المؤرخ ويليام بريسكوت أن المصادر التي وصفت المعركة هي متناقضة لدرجة أنه يتحدى أي قارئ إلى التوفيق بينها.
سمح الملك فيليب الثاني، عام 1559، لفرسان مالطة ولوالي نابولي شن حملة ضد طرابلس وجزيرة جربة، ويعتقد معظم المؤرخين المشهورين أن الأسطول، الذي قامت القوى المسيحية بتجميعه، كان قد ضم حوالي 50 إلى 60 قادسًا و40 إلى 60 سفينةً صغيرةً، وكان الأسطول قد تجمع في مسينة بقيادة جيوفاني أندريا دوريا، وهو ابن أخ أمير البحر الجنوي أندريا دوريا. ثم أبحر نحو مالطة، حيث أجبر على البقاء هناك مدة شهرين لسوء الأحوال الجوية، وخلال ذلك الوقت، مات حوالي 2000 رجلاً بسبب أمراض مختلفة. وفي 10 فبراير 1560، توجه الأسطول نحو طرابلس.
وعلى الرغم من أن الحملة أنزلت غير بعيدة عن طرابلس، فإن الافتقار إلى المياه والمرض والعاصفة الهوجاء أجبروهم على التخلي عن هدفهم الأصلي، وفي 7 مارس توجهوا نحو جزيرة جربة، التي اجتاحوها بسرعة، أمر نائب ملك صقلية ودوق مدينة سالم، خوان دي لا سيردا، ببناء حصن في الجزيرة. وفي ذلك الوقت، اتجه أسطول عثماني، بقيادة أمير البحر العثماني بيالي باشا، من القسطنطينية نحو جزيرة جربة، وحُسمت المعركة في غضون ساعات.
التجأ الجنود الناجون إلى الحصن، الذي كان قد اكتمل بناؤه قبل بضعة أيام. وسرعان ما تعرض هؤلاء لهجوم من قبل القوات المشتركة لبيالي باشا ودرغوث باشا ، غير أن ذلك لم يكن قبل أن يتمكن جيوفاني أندريا دوريا من الفرار في زورق صغير. بعد حصار دام ثلاثة أشهر، استسلمت الحامية، وحمل بيالي باشا، حوالي 5.000 سجينًا إلى القسطنطينية، بمن فيهم القائد الإسباني ألفارو دي ساندي، الذي كان قد تولى قيادة القوات المسيحية بعد فرار دوريا.
أقام درغوث باشا برجًا من الجماجم بلغ ارتفاعه 3 أمتار، عرف باسم برج الجماجم أو برج الرؤوس، تذكارًا للمعركة. دُمر هذا البرج عام 1848 بأمر من باي تونس، أحمد باي الأول، بناء على طلب من وزير الشؤون الخارجية الإسبانية، وبني مكانه برج من الحجر.