موقع مدينة سواكن السودانية
تتمتع "سواكن" سبيل الحجاج الأفارقة إلى مكة بتاريخ زاخر، وخاصة في فترة الإمبراطورية العثمانية، حيث كانت مقرًا سياسيًا ومركزًا للأسطول، كما أنها شهدت حضارات عديدة؛ حيث مر بها المصريون القدماء في طريقهم لبلاد بنط كما دخلها اليونانيون.
ويشكل ميناء سواكن وهو حاليًا الميناء الثاني في السودان، المعبر الرئيس للتجارة بين دول شرق آسيا، ولا سيما الصين والهند واليابان مع أوروبا، كما أنه يعتبر ممرًا لنحو 3.3 ملايين برميل من النفط يوميًا، وتشتهر سواكن بصناعة المراكب.
وتزخر سواكن العديد من الأطلال والبنايات والمنازل الأثرية والتي تعود إلى القرون الوسطى وهي مبنية من الحجارة المرجانية ومزدانة بالنقوش والزخارف الخشبية، مما حدا بمنظمة اليونسكو كانت إلى وضع سواكن في السجل العالمي للتراث الإنساني.
موقع سواكن
تبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 560 كيلومترًا، تقع في شمال شرق السودان، على الساحل الغربي للبحر الأحمر وعلى ارتفاع 66 مترًا فوق سطح البحر، وتبلغ مساحتها 20 كلم مربع، كما تعتبر أقرب موانئ السودان لميناء جدة السعودي.
اسم سواكن
يقال إنه مشتق من السكنى، وقد كان يطلق في البداية على الجزيرة فقط، وتوسع ليشمل مدينة سواكن الحالية، وقد ذكر أحد الكتاب أن اللفظ سواكن من أصل مصري قديم وهو "شواخن" وهو اسم لمملكة إسلامية في الحبشة في القرن الـ 13 الميلادي.
تاريخ سواكن
وقد ورد اسم سواكن في كثير مؤلفات الرحالة العرب مثل ابن بطوطة، كما ارتبط اسمها بأنها كانت سبيل هروب العديد من أمراء بني أمية من بطش الدولة العباسية.
ضمها السلطان العثماني سليم الأول في القرن السادس عشر إلى الدولة العثمانية، وكانت خلال الحكم العثماني كانت تابعة لولاية الحجاز، ثم مقرًا لحاكم ولاية الحبشة العثمانية، وأصبحت سواكن مركزًا للأسطول العثماني في البحر الأحمر، كما قاعدة عسكرية للحملة العثمانية على اليمن في القرن السابع عشر الميلادي.
وقد أصدر الباب العالي فرمانًا قديمًا بموجبه يتم اعتبار كل الأتراك القادمين من تركيا وكل وافد يقطن مدينة سواكن أكثر من 3 سنوات هو سواكني، وبالتالي بموجبه يمنح الجنسية السواكنية.
أصبحت سواكن تابعة للحكم المصري في أواخر القرن التاسع عشر في عهد الخديوي إسماعيل، وذلك مقابل جزية سنوية تدفع للدولة العثمانية قدرها 15 ألف جنيه مصري.
البناء والترميم
تضم منطقة أثرية تاريخية، وقد بنيت المدينة القديمة فوق جزيرة مرجانية، وتحولت منازلها إلى آثار وأطلال خلال حقب من السنين، حيث أثرت عوامل الطبيعة في معظم مباني الجزيرة وتعرض معمارها للتلف، وذلك بسبب الاعتماد على الحجر الجيري في تشييدها.
وقد تداولت وسائل الإعلام خلال الأعوام القليلة الماضية، حديثًا عن مشروع ترميم المدينة التاريخية بتمويل تركي، كما قدمت قطر عرضًا لإعادة إنشاء ميناء بمدينة "سواكن" وقطع بدراسات فنية تجرى الآن بين البلدين في 2017.