سوق الجنابي الشعبي
تتوزع الأسواق الشعبية داخل نجران القديمة بشكل مصنف لكل حرفة ونشاط ويجتمع أصحاب الحرفة الواحدة في مكان واحد، والزائر للمكان يشاهد العديد من الدكاكين على جوانب ممرات طويلة تتنوع فيها المعروضات التراثية التي تجذب المارة بتنوعها وتباين ألوانها.
ومما يميز تلك الأسواق الشعبية أن ما يُصنع ويعرض فيها خامات من ذات الأرض كعملية عبقرية لإعادة التدوير والاستفادة من كل خيرات الأرض فمن النخيل الذي ينتشر في نجران كان ولازال سعف النخيل الأبرز من ناحية الاستفادة في المنزل بشكل لافت فنجد (المكنسة) و (الزنبيل) و(المطرح) كما تشمل الصناعات الأواني الفخارية التي تصنع منها أدوات البخور الملونة و (الزير) الذي يستخدم في حفظ الماء باردًا ومن الحجارة تصنع بعض أواني الأكل مثل (المدهن) الذي يقدم فيه الأكل و(البرمة) التي يُعد فيها الطعام (التنور) وهو عبارة عن فرن للخبز.
وتضم الأسواق الشعبية محلات خاصة بصناعة الخناجر (الجنابي) وصقلها حسب الطلب وتتباين قيمتها المادية وتختلف من ناحية قدمها وجودة المادة التي يصنع منها رأس الجنبية حيث يعد الرأس المصنوع من (الزراف) من أجودها وأغلاها وقد تصل قيمتها أحياناً الى 100 الف ريال وأكثر من ذلك، كما تضم أيضًا مصنوعات تخص المرأة والفتاة النجرانية قديما حيث تنتشر الحلي الفضية المتقنة الصنع مثل (المطال) و(المرادع) والعديد من الأنواع الأخرى التى كانت تتزين بها المرأة النجرانية في الماضي.
ويقع على الشارع الرئيسي لسوق الجنابي سوق الحبوب الذي يضم جميع الحبوب من قمح وذرة وشعير بكافة أنواعها وفي تلك الدكاكين طواحين تقوم بطحن الحبوب لتكون جاهزة للبيع على المتسوقين.
وفي الجهة الأخرى التي تقع بجانب قصر الإمارة التاريخي يبرز أحد الاسواق القديمة والفريد من نوعه في المنطقة الذي يُطلق عليه (سوق النساء) ويمتاز هذا السوق بعراقته وتخصصه في بيع المنتجات المخصصة للمرأة في نجران حيث يشتمل على البخور والعطور والزيوت النباتيه والأعشاب.