متحف الفجيرة .. آثار وتاريخ الفجيرة
يعتبر متحف الفجيرة ضمن اهم المتاحف في الامارات، لما يشكله من أهمية تاريخية حيث يختزل بين جنباته حقب طويلة من الزمن الغابر، فهو بحق كنز لا يقدر بثمن، حيث تعود مقتنياته إلى الالف الثالث قبل الميلاد، كما أن المتحف الذي يزوره الالاف في كل عام، من السواح والمهتمين بشؤون التاريخ، يشكل أحد معالم الفجيرة التاريخية، لما يضمه لشتى مظاهر الحياة القديمة وبالأخص منطقة الساحل الشرقي، المشهورة منذ القدم بالزراعة والرعي و صيد الأسماك.
في العام 1998 تم إنجاز أعمال توسعة كبيرة ليصبح المتحف، يتكون من قاعتين كبيرتين للآثار، وثلاث قاعات للتراث، واخيرا أضيفت قاعة أخرى تحوي اثارا إسلامية مهمة ومتنوعة، مصنوعة من الفضة و النحاس والسيراميك، ومنسوجات قطنية وحريرية.
يتميز قسم الاثار بمجموعة فريدة ومتنوعة من التحف الأثرية نتيجة للحفريات التي تجريها هيئة السياحة والآثار بالفجيرة، بواسطة فريق التنقيب المحلي، وبالتعاون مع بعثات أجنبية. وتعرض المكتشفات الأثرية في المتحف وفق للتسلسل الزمني، حيث عرضت في خزانة العرض الأولى كسر فخارية تم العثور عليها في مستوطنة سكنية في منطقة البدية، يعود تاريخها إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، واستنادا إلى ذلك فهي تعتبر أقدم دليل على وجود استيطان بشري معروف في المنطقة أي منذ 4500 سنة خلت.
وعرضت بعدها مكتشفات موقع البدية 2 العائدة إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وهي عبارة عن مدفن طويل يزيد طوله عن 30 متراً، ويبلغ عرضه قرابة المترين، وقد أعيد استخدام هذا المدفن في القرن الأول الميلادي، حيث عثر فيه على مواد أثرية هلينستية. وتشمل هذه المكتشفات على أواني حجرية مزينة بزخارف جميلة تتكون من صفوف الدوائر المتداخلة، والحروز الأفقية والمائلة بالإضافة إلى حراب ونصل لآلة حادة ، جميعها من البرونز وأوان وأقداح برونزية ودلاية مصنوعة من مزيج الذهب والفضة، وهي على شكل حيوانين متصلين من نهايتها، ولهذه الدلاية مثيلات عثر عليها في مدفن القطارة بالعين وضاية برأس الخيمة. كما يضم قسم الآثار مدفن قدفع، وفيه فخاريات هي عبارة عن جرار و أقداح وأطباق وكؤوس ومغارف وفؤوس من البرونز وقلائد من العقيق الأحمر، وكلها تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد. كما يضم موقع شرم و هو شبيه إلى حد كبير في تخطيطه كل من مدفن البدية و دبا و قد عثر فيه على أواني و أغطية حجرية و فخارية متنوعة.